شهدت سوريا خلال العاصفة الثلجية التي تضرب بلاد الشام عموماً وكست مدنها ومخيماتها باللون الأبيض الذي غطاها خلال الأسبوع الماضي حالات وفاة كان البرد عاملاً أساسياً لها في كل من دمشق وريفها، فالوضع الذي يعيشه السوريون قد حول هذه المناسبة من فرحة تعم قلوب الأهالي إلى وضع يزداد سوءاً كل يوم مع تزايد الألم السوري.
انقضت العاصفة لتكون حصيلتها البشرية اثنا عشر طفلاً اجتمعت عليهم عوامل البرد ونقص الغذاء والدواء فكان أغلبهم في دوما بالغوطة الشرقية والباقي في بلدة دير العصافير وثلاث شهداء طفلين ورجل مسن بالأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق بحسب احصائيات من المركز السوري للإحصاء والبحوث، فيما شهدت شوارع دمشق على رجل مسن استشهد من البرد حيث وجد في أحد الحدائق العامة وبعد الكشف عن هويته تبين أنه من أهالي الغوطة الشرقية النازحين لدمشق.
وفي حديث خاص مع الطبيب "عامر العلي" مدير مشفى التقوى المركزي بجنوب العاصمة دمشق بين أنه قد أشرف على الطفلة الشهيدة "ريماس الحسن" ذات السنة الواحدة والتي قضت من البرد بعد أن تم تشخيص حالتها والذي أثبت تعرض الطفلة لتوقف القلب والتنفس وتوسع في حدقات العينين وتزرق شبكي واسع على الخدين مع كدمات زرقاء اللون على منتصف الجبهة وجذر وجانبي الأنف إضافة لتجمد اللعاب وازرقاق في الشفاه.
وأشار الدكتور "العلي" إلى أن المراجعات للنقاط الطبية في جنوب دمشق زادت أثناء العاصفة الثلجية وكانت معظم الحالات متأثرة بالرد الشديد خصوصا في المناطق البارزة من الوجه كالأنف والأذنين وظهرت الأعراض على شكل مشابه للحروق تماماً، وأضاف الطبيب أن خطر البرد على المصابين يصبح بنسب عالية خصوصاً للنازفين منهم فعدم تأمين الدفء للجرح قد يزيد من خطورته وقد يصل الأمر لحد الموت كما حصل مع العديد من أطفال مدينة دوما المصابين والذين لم يتحملوا قساوة البرد عليهم.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد فتشرد العديد من أهالي الغوطة الشرقية عن منازلهم بسبب القصف التي تعرضت له المجمعات السكنية سابقاً زاد من معناة أهالي الغوطة الشرقية وهذا ما أكده "أبو خالد" أحد سكان مدينة دوما والذي تعرض منزله للقصف منذ أسبوعين تقريباً " انتقلنا للسكن بمنزل أخي الذي أصبح يسكن به ثلاث عائلات بعد قيامي بتكسير ما تبقى من منزلي المهدم من أبواب وغرف النوم لننعم بالقليل من الدفء" ، أما أبو علاء فقد أضاف أنه اضطر يحرم أطفاله من فرحة اللعب بالثلج لعدم قدرته على تأمين الأدوية لهم إن أصابهم المرض فضلاً عن أمر توفرها خلال الحصار المفروض على الغوطة الشرقية ونوه إلى أنه لا يريد أن يرى مصير أولاده الصغار كمصير الأطفال الذين نعتهم مدينة دوما على مآذنها.
حوادث الموت جوعاً أو في الوقت الحالي من البرد يكون معظم ضحاياها من الأطفال فقد بلغت احصائية نشرها ناشطون عن أعداد الأطفال الضحايا في الشهرين الأخيرين من عام 2014 في مدينة دوما ثلاثاً وعشرين طفلاً يضاف لها الأطفال الخمسة الذين استقبلوا العام الجديد مع العاصفة الثلجية والحصار والموت معاً .
المصدر شبكة شام الإخبارية