أنين لاجئي سوريا
أنين لاجئي سوريا
يعاني أكثر من نصف سكان سوريا من الفقر بسبب النزاع الدائر منذ أكثر من عامين، والذي أودى بحياة أكثر من 120 ألفًا، ما دفع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى التحول من التنمية إلى العمل الإغاثي، أملاً في إنهاء أو تخفيف معاناة السوريين.
وبحسب تقديرات المنظمة الدولية فإن نحو 8 ملايين سوري يعيشون على خط الفقر، فيما يعيش قرابة 5 ملايين في فقر مدقع؛ لأن معظم النازحين في الداخل والبالغ عددهم قرابة 6 ملايين استنفدوا مدخراتهم، ولم يعد بإمكانهم التأقلم مع الأزمة والصعوبات الاقتصادية الناجمة عنها.
مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بدوره قال في أكتوبر 2013م: إن الأزمة السورية أثَّرت على حوالي نصف أفراد الشعب، فيما اعتبره سابقة تاريخية في الصراعات السياسية.
وفي مشهد محزن تقشعر له الأبدان قَتلت لاجئة سورية في الأردن طفلها المصاب بالتوحد، البالغ من العمر سبعة أعوام، عبر حقنه بالبنزين بعد محاولة فاشلة لشنقه؛ وذلك بغية «إراحته» بعد أن تعبت من رعايته ومن الظروف التي تمر بها إثر الفرار من سوريا، بحسب أقوال الأم في التحقيق.
تلك الواقعة الأليمة تنذر بتفاقم معاناة اللاجئين السوريين الفارين من دوامة العنف في بلادهم، وتدق ناقوس الخطر باحتمال حدوث مواقف أكثر دموية، تستدعي تدخلاً حقيقيًّا لإنهاء الصراع أولاً، واحتواء هؤلاء، الذين فقدوا بيوتهم وذويهم وكل ما يملكون.
وفيما يعاني أهالي سوريا في الداخل والخارج -خاصة الأطفال- ظروفًا إنسانية واقتصادية وصحية صعبة، لا تزال القوى السياسية في الداخل والخارج -أيضًا- تترنح بين مواقف ومواقف مضادة، قد لا تفضي يومًا إلى حل للأزمة.
آخر تلك الحلقات المفرغة التي يدور فيها الملف السوري إعلان النرويج رفضها طلبًا أمريكيًّا بتدمير الترسانة الكيميائية السورية على أراضيها، مشيرة إلى أنها «ليست المكان الأنسب لتدميرها»، دون تحديد أو اقتراح مكان آخر، ما يمد في أجل الصراع الذي يروح ضحيته يوميًّا عشرات السوريين.
المصدر: صحيفة البيان
تعليقات
لا يوجد نتائج مطابقة