صور التعذيب في سجون النظام تعرض اليوم في متحف الهولوكست...
كرين: إن الصور توثق آلة موت لم يـُر مثلها منذ الهولوكوست. حيث تظهر الصور أكواما من الجثث مكدسة في مخازن ويبدو أن كثيرا منهم قد توفوا نتيجة الجوع. |
عبد الحميد صيام: القدس العربي
حصلت وزارة الخارجية الأمريكية على ما مجموعه 27.000 صورة لضحايا التعذيب في السجون السورية والتي تظهر آثارا فظيعة للتعذيب على أجسام الضحايا كالحروق والبتر والتشويه. وتحمل هذه الصورة الدليل القطعي لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كما قالت لجنة التحقــيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا برئاسة البرازيلي باولو بنيرو وعضوية كل من كارلا ديل بونتي وكارن أبو زيد.
وقرر متحف الهولوكوست في واشنطن أن يعرض مجموعة من هذه الصور للجمهور للمرة الأولى اليوم الأربعاء.
وقد تم تهريب الصور عن طريق شخص إنشق عن النظام والمعروف باسم «قيصر» وحمل معه أفلاما توثق 55.000 صورة.
وقد تم عرض الصور في اجتماع مغلق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي في تموز/يوليو الماضي بحضور «القيصر» الذي كان مغطى الرأس. ويقوم مكتب التحقيق الفيدرالي بالتحقق من الصور والتأكد إذا كان من بين الضحايا مواطنون أمريكيون.
وقد نفت الحكومة السورية رسميا أن تكون هذه الصور صحيحة وقالت إنها صور مزورة وبعضها صور لعناصر متطرفة قتلت أثناء الاشتباكات.
كانت مهمة القيصر توثيق حالات الموت في المستشفيات والأقبية ومراكز الاعتقال التابعة للنظام. وكان يقود فريقا مكونا من 11 مصورا. في صيف 2013 وصل القيصر إلى قناعة أنه غير قادر على الاستمرار بهذا العمل كما أبلغ ديفد كرين، أحد المحققين الدوليين السابقين في جرائم الحرب في سيراليون الذين التقوا به لساعات طويلة في قطر بعد الانشقاق عن النظـــام. وكان يهــــرب الصور لعناصر المعارضة عن طريق شرائح كمبيوتر صغيرة يخبئها في حذائه كما أعلن السيد كرين.
«إن الصور توثق آلة موت لم يـُر مثلها منذ الهولوكوست. حيث تظهر الصور أكواما من الجثث مكدسة في مخازن ويبدو أن كثيرا منهم قد توفوا من الجوع. كل صورة تحمل بطاقة صغيرة عليها أرقام وحروف تعرّف بالضحية ومكان الاعتقال للتأكد من أن الأمر الذي أعطي للمسؤول العسكري بتنفيذ قرار الموت قد طبق تماما»، كما أوضح كرين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مغلقة في نيسان/أبريل الماضي بناء على طلب رسمي من الممثل الدائم لفرنسا لعرض الصور على أعضاء المجلس بحضور السيد كرين للإجابة على أسئلة ممثلي الدول في المجلس. وقال إن أعضاء المجلس بعد عرض الصور تجمدوا في أماكنهم صامتين بينما كانت عيون السفيرة الأمريكية سامانثا باور تفيض بالدموع وعلقت بعد عرض الصور قائلة «لا أحد بعد مشاهدة هذه الصور يمكن أن يبقى نفس الشخص».
وكان المندوبان الروسي والصيني قد إستخدما حق النقض «الفيتو» في 22 أيار/مايو الماضي ضد مشروع قرار يحيل ملف الجرائم التي ارتكبها النظام والمعاضة عل حد سواء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
تعليقات
لا يوجد نتائج مطابقة